فصل: حرف الصاد‏

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


*2*  حرف الصاد‏.‏

4974

-‏[‏ص 187‏]‏ ‏(‏صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر‏)‏‏[‏ بلا عذر في حصول الإثم فإن لم يتضرر فصومه أفضل وإن تضرر ضرراً يؤدي إلى الهلاك ففطره أفضل وإذا أصبح صائماً ثم سافر لا يجوز له الفطر أي بلا تضرر وصورة المسألة أن يفارق سور البلد والعمران بعد الفجر فإن فارق قبله جاز له الفطر ولو نوى الصيام بالليل ثم سافر ولم يعلم أسافر قبل الفجر أم بعده فليس له أن يفطر لأن الشك لا يبيح الرخص‏.‏‏]‏

من حيث تساويهما في الإباء عن الرخصة في السفر وعن العزيمة في الحضر فهو حث على فعل الرخصة فالفطر لمن سفره ثلاثة أيام أفضل من الصوم عند الشافعي وأخذ بظاهره أبو حنيفة فأوجب الفطر فيه‏.‏ ‏[‏وفي مثل هذا يتبين تمسك أبي حنيفة بالحديث دون الرأي، ويتبين أن من وصفه بتقديم الرأي على النص فهو إما جاهل بدليله وإما متعصب متهور‏.‏ وأقوال أبي حنيفة التي أخذ فيها بالحديث وترك الرأي والقياس تفوق الحصر، ويدرك كثرتها كل من أنصف في البحث أو درس مذهبه‏.‏ دار الحديث‏.‏‏]‏

- ‏(‏ه عن عبد الرحمن بن عوف‏)‏ مرفوعاً ‏(‏ن عنه موقوفاً‏)‏ رمز المصنف لحسنه قال ابن حجر‏:‏ وأخرجه البزار ورجح وقفه وكذا جزم ابن عدي بوقفه وبين علته اهـ‏.‏

4975 - ‏(‏صاحب الدابة أحق بصدرها‏)‏ فلا يركب غيره معه عليها إلا رديفاً إلا أن يؤثره فلا يأبى الكرامة قال ابن العربي‏:‏ إنما كان الرجل أحق بصدر دابته لأنه شرف والشرف حق المالك ولأنه يصرفها في المشي حيث شاء وعلى أي وجه أراد من إسراع وإبطاء وطول وقصر بخلاف غير المالك‏.‏

- ‏(‏حب عن بريدة‏)‏ بن الحصيب ‏(‏حم طب عن قيس بن سعد‏)‏ بن عبادة قال‏:‏ أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فوضعنا له غسلاً فاغتسل فأتيناه بملحفة ورسية فاشتمل بها فكأني أنظر إلى أثر الورس على عكنه ثم أتيناه بحمار ليركب فذكره قال الهيثمي‏:‏ فيه ابن أبي ليلى سيء الحفظ ‏(‏وعن حبيب‏)‏ ضد العدو ‏(‏بن مسلمة‏)‏ بفتح الميم واللام بن مالك القرشي الفهري المكي نزيل الشام ويسمى حبيب الرومي لكثرة دخوله عليهم مجاهداً مختلف في صحبته قال حبيب‏:‏ أتى قيس في الفتنة الأولى وهو على فرس فأخر عن السرج وقال‏:‏ اركب فقلت‏:‏ سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول صاحب إلخ قال‏:‏ لست أجهل ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لكن أخشى عليك قال الهيثمي‏:‏ رجال أحمد ثقات ‏(‏حم عن عمر‏)‏ بن الخطاب قال‏:‏ قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن صاحب الدابة أحق بصدرها قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات ‏(‏طب عن عصمة‏)‏ بكسر المهملة الأولى وسكون الثانية ‏(‏بن مالك الخطمي‏)‏ بفتح الخاء المعجمة وسكون المهملة نسبة إلى بني خطمة بطن من الأنصار قال‏:‏ زارنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أي بقباء فلما أراد أن يرجع جئناه بحمار فركب قلنا‏:‏ يا رسول اللّه هذا الغلام يأتي معك يرد الدابة فذكره فرده وهو هلاج لا يساير قال الهيثمي‏:‏ فيه الفضل بن المختار ضعيف ‏(‏وعن عروة بن مغيث الأنصاري‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ مختلف في صحبته وعده البخاري تابعياً وهو الصحيح ‏(‏طس عن علي‏)‏ أمير المؤمنين ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وضعفه ‏(‏أبو نعيم عن فاطمة الزهراء‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه الحكم بن عبد اللّه الأيلي وهو متروك‏.‏

4976 - ‏(‏صاحب الدابة أحق بصدرها‏)‏ أي بالركوب عليه ‏(‏إلا من أذن‏)‏ له بالبناء للفاعل فإن الحق له لا يعدوه ويصح بناؤه للمفعول ويكون المعنى إلا أجنبياً أذن له من صاحبها في ذلك فلا يكون صاحبها أحق لجعله الحق لغيره‏.‏ ‏[‏ص 188‏]‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن بشير‏)‏ الأنصاري‏.‏

4977 - ‏(‏صاحب الدين مأسور‏)‏ أي مأخوذ ‏(‏بدينه في قبره‏)‏ يعني محبوس فيه عن مقامه الكريم بسببه ‏(‏يشكو إلى اللّه‏)‏ ما يلقاه في قبره من ‏(‏الوحدة‏)‏ أي لا يرى أحداً يقضي عنه ويخلصه ذكره القاضي‏.‏ قال التوربشتي‏:‏ والمأسور من يشد بالإيسار أي القيد وكانوا يشدونه به فسمي كل من أخذ أسيراً وإن لم يشد وقال في الفردوس‏:‏ المأسور المحبوس وزاد في رواية حتى يوفى عنه‏.‏

- ‏(‏طس وابن النجار‏)‏ وكذا الديلمي ‏(‏عن البراء‏)‏ بن عازب ورواه عنه أيضاً البغوي في شرح السنة قال الهيثمي بعد عزوه للطبراني‏:‏ فيه مبارك بن فضالة وثقه عفان وابن حبان وضعفه جمع‏.‏

4978 - ‏(‏صاحب الدين مغلول في قبره‏)‏ أي مشدود يداه إلى عنقه بجامعة ‏(‏لا يفكه‏)‏ من ذلك الغل ‏(‏إلا قضاء دينه‏)‏ والظاهر أن المراد به دين أمكنه قضاءه في حياته ولم يقضه‏.‏ - ‏(‏فر عن أبي سعيد‏)‏ الخدري وفيه أحمد بن يزيد أبو العوام قال الذهبي في الذيل‏:‏ مجهول‏.‏

4979 - ‏(‏صاحب السنة‏)‏ أي المتمسك بها الجاري عليها ‏(‏إن عمل خيراً قبل منه وإن خلط‏)‏ فعمل عملاً صالحاً وآخر سيئاً ‏(‏غفر له‏)‏ ما عمله من الذنوب ببركة استمساكه بالسنة وقيل‏:‏ أراد بصاحب السنة المحدث وعليه يدل كلام الخطيب‏.‏

- ‏(‏خط في المؤتلف‏)‏ والمختلف ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏

4980 - ‏(‏صاحب الشيء‏)‏ ولفظ رواية أبي يعلى المتاع ‏(‏أحق بشيئه أن يحمله‏)‏ لأنه أعون على التواضع وأنفى للكبر وهذا قاله لأبي هريرة وقد دخل أي النبي صلى اللّه عليه وسلم السوق فاشترى سراويل فأراد أبو هريرة أن يحمله فذكره ثم بين أن ذلك ما لم يكن عذر بقوله ‏(‏إلا أن يكون ضعيفاً‏)‏ ضعفاً خلقياً أو لمرض ‏(‏يعجز‏)‏ معه ‏(‏عنه فيعينه عليه أخوه المسلم‏)‏ وبيان الأحقية في هذا أن لكل من المتصاحبين حقاً على الآخر فعلى أبي هريرة له حق الخدمة فطلب الوفاء بها فأجابه بما معناه وإن كان لك حق طلب الحمل أداء للخدمة لكن أنا أحق لكوني صاحبه وإنما منعه مع أن في خدمته غاية الشرف والتواضع لأنه مشرع فبين كل فعل في محله تشريعاً ألا ترى قوله أحق أن يحمله وإنما عبر بأن والفعل المتأول بالمصدر ولم يقل من أول وهلة أحق بحمله لما في التعبير بصورته من زيادة معنى التأكيد‏.‏

- ‏(‏طس‏)‏ وكذا أبو يعلى ‏(‏وابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال‏:‏ دخلت يوماً السوق مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجلس إلى القزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم وكان لأهل السوق وزان يزن فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ زن وأرجح فقال الوزان‏:‏ هذه كلمة ما سمعتها من أحد قال أبو هريرة‏:‏ فقلت كفى بك من الوهن والجفاء أن لا تعرف نبيك فطرح الميزان ووثب إلى يده يريد تقبيلها فجذب يده وقال‏:‏ هذا إنما تفعله الأعاجم بملوكها ولست بملك إنما أنا رجل منكم فوزن وأرجح قال أبو هريرة‏:‏ فذهبت أحمله عنه فذكره قال أبو هريرة‏:‏ فقلت يا رسول اللّه إنك لتلبس السراويل قال‏:‏ نعم في السفر والحضر وبالليل والنهار فإني أمرت بالستر فلم أر شيئاً أستر منه هذا سياقه عند الطبراني وأبي يعلى وبذلك تبين صحة جزمه في الهدى بأنه لبسها فقول الشمني في حاشية الشفاء كبعض المتأخرين من الحفاظ إن ما فيه سبق قلم زلل ‏[‏ص 189‏]‏ فاحش سببه قصور النظر قال الحافظ الزين العراقي وابن حجر‏:‏ سنده ضعيف وقال السخاوي‏:‏ ضعيف جداً بل بالغ ابن الجوزي فحكم بوضعه وقال‏:‏ فيه يوسف بن زياد عن عبد الرحمن الأفريقي ولم يروه عنه غيره ورده المؤلف بأنه لم ينفرد به يوسف فقد خرّجه البيهقي في الشعب والأدب من طريق حفص بن عبد الرحمن ويرد بأن عبد الرحمن قال ابن حبان يروي الموضوعات عن الثقات فهو كاف في الحكم بوضعه‏.‏

4981 - ‏(‏صاحب الصف وصاحب الجمعة‏)‏ أي الملازم على الصلاة في الصف الأول وعلى صلاة الجمعة في الأجر سواء ‏[‏لأن صلاة الجمعة فرض عين بشروط والصلاة في الصف الأول سنة وكل من الصفين له فضل فتعادلا وهو من باب الترغيب في الصف الأول ويحتمل أنه للترغيب في صلاة الجمعة وأن حضورها كحضور الصف في الجهاد‏.‏‏]‏

‏(‏لا يفضل هذا على هذا ولا هذا على هذا‏)‏ بل هما متعادلان في حيازة الثواب ومقداره ويحتمل في الحيازة دون المقدار‏.‏

- ‏(‏أبو نصر القزويني في مشيخته عن ثوبان‏)‏ مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏.‏

4982 - ‏(‏صاحب العلم‏)‏ الشرعي العامل به المعلمه لغيره لوجه اللّه تعالى ‏(‏يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر‏)‏ فيا لها من مرتبة ما أسناها ومنزلة ما أرفعها وأعلاها يكون المرء مشتغلاً بأمر دنياه وصحف حسناته متزايدة وأعمال الخير مهداة إليه من حيث لا يحتسب وهذا سر قوله ‏"‏من يرد اللّه به خيراً يفقهه في الدين‏"‏ ولولا العلماء الذين يتلقون العلم ويعلمونه الناس ويبينون الحلال من الحرام جيلاً بعد جيل لهلكت الناس والدواب والأنعام حتى حيتان البحر وضاع الدين واضمحل العدل فحق لهم أن يستغفروا له‏.‏

- ‏(‏ع عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

4983 - ‏(‏صاحب الصور‏)‏ إسرافيل ‏(‏واضع الصور على فيه منذ خلقه ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه فينفخ‏)‏ وذلك لأن إسرافيل واضع فاه على القرن كهيئة البوق ودارة رأسه كعرض السماء والأرض وهو شاخص بصره نحو العرش ينتظر متى يؤمر فينفخ النفخة الأولى فإذا نفخ صعق من في السماوات والأرض إلا من شاء اللّه ثم ينفخ الثانية بعد أربعين سنة ‏[‏ وهذا لا ينافي نزوله إلى الأرض واجتماعه بالمصطفى صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم لأن المراد به أنه واضع فمه عليه ما لم يؤمر بخدمة أخرى‏.‏‏]‏

- ‏(‏خط‏)‏ في ترجمة عبد الصمد البزار ‏(‏عن البراء‏)‏ بن عازب وفيه عبد الصمد بن نعمان أورده الذهبي في الذيل وقال الدارقطني‏:‏ غير قوي وعبد الأعلى بن أبي المشاور أورده في الضعفاء وقال‏:‏ تركه أبو داود والنسائي‏.‏

4984 - ‏(‏صاحب اليمين‏)‏ أي الملك المتكفل بكتابة ما يكون من جند باعث الدين هو كاتب اليمين ‏(‏أمير على صاحب الشمال‏)‏ أي الملك الموكل بما ينشأ عن جند باعث الشهوة المضادّ لباعث الدين قال الغزالي‏:‏ وهذان الملكان وكلا بالآدمي عند كمال شخصه بمقاربة البلوغ أحدهما وهو ذو اليمين يهديه والآخر يقويه على رد جند باعث الشهوة فيتميز بمعونتهما عن البهائم ورتبة الملك الهادي أعلى من رتبة الملك المقوى فلذلك كان أميراً عليه وللعبد أطوار في الغفلة والفكر والاسترسال والمجاهدة فهو ‏[‏ص 190‏]‏ بالغفلة معرض عن صاحب اليمين ومسيء إليه فيكتب أغراضاً سيئة وبالفكر يقبل هو عليه ليستفيد منه الهداية وهو بذلك محسن فيكتب له بذلك حسنة وبالاسترسال معرض عن صاحب الشمال تارك للاستمداد منه وهو بذلك مسيء إليه فيكتب عليه بذلك سيئة وبالمجاهدة مستمد منه فيكتب له حسنة وإنما يكتب هذه الحسنات والسيئات بإثباتهما فلذلك سميا كراماً كاتبين أما الكرام فلانتفاع العبد بهما ولأن الملائكة كلهم بررة وأما الكاتبين فلإثباتهما الحسنات والسيئات بالكتابة ‏(‏فإذا عمل العبد‏)‏ أي البالغ العاقل أما الصبي أو المجنون فلا يكتبان عليه شيئاً كما قال الغزالي ‏(‏حسنة كتبها بعشر أمثالها وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين أمسك فيمسك‏)‏ عن كتابتها ‏(‏ست ساعات‏)‏ يحتمل الفلكية ويحتمل الزمانية‏[‏ ‏[‏الساعة ‏"‏الفلكية‏"‏ مقدار الساعة المعروفة في عصرنا، و ‏"‏الزمانية‏"‏ كقولك ‏"‏برهة‏"‏ من الزمن‏.‏ والله أعلم‏.‏ دار الحديث‏]‏

‏(‏فإن استغفر اللّه منها‏)‏ أي طلب منه أن يغفرها وتاب منها توبة صحيحة ‏(‏لم يكتب عليه شيئاً‏)‏ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ‏(‏وإن لم يستغفر اللّه كتب عليه سيئة واحدة‏)‏ ظاهر كلام الغزالي أن هذه الكتابة خارجة عن نمط كتابة الدنيا حيث قال‏:‏ وإنما يكتبان في صحائف مطوية في سر القلب ومطوية عن سر القلب حتى لا تطلع في هذا العالم فإنهما وكتابتهما وخطهما وصحائفهما وجملة ما يتعلق بهما من عالم الغيب والملكوت لا من عالم الشهادة وشيء من عالم الملكوت لا يدرك في هذا العالم انتهى وقال في موضوع آخر‏:‏ أكثر الخلق يعجزون عن قراءة الأسطر الإلهية المكتوبة على صفحات الوجود بخط إلهي لا حرف فيه ولا صوت وذلك إنما يدرك بعين البصيرة لا بعين البصر‏.‏